سفر

حبيبي، ما بيننا هو القدر..
بحرٌ عميقُ السنوات، منذ الأزلِ حُفر..
يوماً بعد الآخرِ يبتعد برهُ عن قلوبنا،
ولا يتركُ لها سوى مرارُ السفر.

هروب

"I'd like to runaway from u, but if I could leave u I'd die"

"أودُ الهروبَ منكَ، وإن فعلتُ سأموت"

كلماتٌ تغنينا بها لسنواتٍ وسقطت بيننا كالأيام

تفرقنا.. وتباعدنا وعدنا،

ما علمتُ سواكَ رفيقُ كتابٍ وسطور..

ولا يوماً قيلَ عليَّ مع سواكَ: كنا..

أليفُ روحٍ، تعشقت أنفاسنا،

ما كنتُ حقاً إلا أنت، وما كنتَ أنت إلايَّ

ولكنكَ سقطَ هناكَ مع الأيام..

فانقطع خيطٌ ما بيننا.. ولا أدرى ماهو للآن ؟!

طفلة ثلاثينية

جدائلٌ عشرينيةٌ تتقافزُ بداخلِ أضلعى،

بعدَ أن هجرتها أكتافي..

تتهادى شوقاً لأحلامٍ بريئة، وليالٍ بعيدة..

تدمعُ حنيناً لشرائطي الوردية المسفوحة بسنواتٍ ثلاثين!

صففتَ أنت جدائلي ونشرتها على كفيكَ بشرائطها الوردية،

فعدتُ بين يديكَ طفلةٌ.. ثلانينية.

ترس صغيور

أنا قلبي ترس صغيور بيدور... ويدور

أوعاك تفكر تملكه وتروس قلبك معكساه..

أو حتى لو سن ترسك يبات في حضن سنه،

عاشق معشوق يضمه..

ده لزمن يرويه بدمه، يمسح عن سنه صداه

يلف الدنيا بيه ووياه،

ويدور... ويدور

فالس

بين يديكَ تلفُني نغماتُ "فالسٍ" حنون،

تزرعُني على صدركَ ياسمينةً نقية..

فلستُ اليومَ أنا بالإنسية..

أنا فقط أنغامٌ منسية تتسللُ لأنفاسكَ وتمضى،

ساعاتَ العمرِ جميعها في أحضانكَ تحصي،

همساتكَ ولو كانت وهمية.

عيون البنفسج

سأعرفكَ يا رجل عمري في حينٍ ترسمُ فيه ملامحي ياسميناً،
وتنقشُ عيوني بالبنفسجِ وحبوبِ القهوةِ على طروفِ الفناجين..
وتبثُ أنفاسي من شفاهي المُحناة بريشتكَ والرياحين...
سأعرفكَ حين يُظلل المساءُ أهدابي ويصحو النهارُ في جفوني،
ويشرقُ فؤادي بهواكَ في ذاك الحين.

عاشق بنكهة الياسمين

أعشقُ الربيعَ حين يزهرُ القمر كالياسمين..

وحين تُجدل الأرضَ الغجريةَ بالورودِ والحنةِ والرياحين..

أعشقُ الليلَ حين يمتزجُ الدفءَ وتحويجةَ قهوتي،

مع صوتِ "نجاة" في أرقِ شدوٍ وترنيم..

فنجانُ قهوتي وحيداً ولكني،

أقرأُ في وجهِ القمرِ.. وسحر السماء والشجر..

ألا تحزني فغداً،

عاشقٌ آخر لليلٍ بنكهةِ القهوةِ والياسمين.. تلتقين.

سأحبك..

بلا قلوبٍ قرمزية،

مرسومةٌ بأطرافِ رسالاتِ الهوى..

وبلا أسهمٍ تخترقُ الفؤادَ واصلةً بيننا،

سأحبك..

سألقاكَ يا رجلَ حلمي، وأحبك..

ستغنيكَ نبضاتي، وترسم ملامحكَ نظراتي،

وستبقى تكتبكَ كلماتي..

حتى موعدُ حبك و...

أحبك.

حنين بلوري

كيف بي وقلبي نبضة بلورية،
تتهشم حنيناً مع كل رفة رمشٍ..
كيف بي هكذا فولاذية؟
أقاوم حنيني إليك.. شوقي لعينيك..
لهمسك.. وحنان يديك..
وأعود لألملم فتات بلورتي الحزينة،
وفيها أتلمس حكايانا المنسية.

طائر الهوى

لا تسجنُ طائرَ الهوى، وتحسبُ عويله شدواً جميلا..

الهوى في العمرِ براحاً ..

نسيماً.. وزهراً ندياً، وللحياةِ سبيلا..

طائرُ هوايَّ هربَ من قفصكَ الذهبيَّ تواً،

واشتاقَ لعشٍ هيأته له في قلبكَ.. منذُ أزمانٍ بعيدة

جدائل كستنائية

قيدك المحكم حول جيدي، حريري نعم..

فهو مغزول من جدائلي الغجرية..

من خصلاتي الكستنائية..

يشلني عاجزة عن الحياة، بزنزانة هواك الوردبة..

أغرمت في عينيك بألوان السحب البلورية..

وتحولت ذراعاي لجناحي عصفورٍ،

تعلم أولى خطوات الحرية..

لكنك أسقطتني كسيرةً عاجزةً،

بلعبة غيرة المحب الأزلية..

وارتميت ها هنا في عزلة أبدية.

سيذوب القمر

كائنةٌ شتويةٌ أنا،

أعشقُ الوريقاتَ الصفر على طرقاتِ السهر..

أعشقُ الشجر..

حين تهجره الطيورُ ويكون وحيداً مثلي،

ونلتقي ساعاتَ السمر..

فتضحك السماءُ باكيةً بزخاتٍ من مطر..

أعشقُ المطر..

وحين تمتزجُ رائحةَ البنِ بالبردِ بنكهةِ هواكَ في قلبي،

أشعر أنني أحيا..

أشعر أنني بشر..

وبدونك، لا معني لجمالِ الكونَ ولا لسحرِ الشتاء،

ومؤكد... سيذوبُ القمر.

هوى وعذاب

لكل حب عذابه الذي يقتنص من لحظات هناءه،

لحظات تؤلمنا وتجرح قلوبنا،

ويعود هوانا ليداويها..

لكن حين يكون الهوى عذاب في ذاته..

نصبح كمن يغزر نبتة خضراء،

فقط لكي ينصت لأنينها وهو يجتث جذورها.

فاتح شهية

الدمعة فاتح شهية لتذوق حلاوة الحياة...

فأهلاً بها سراً بين أجفاننا والرموش،

يثبت أن فينا بشر.